هي واحدة من المنتجات التي غزت الأسواق
الجزائرية ، و أصبحت تَعرف إقبالا واسعا من الصغار و الكبار .. طعمها المميز و
سعرها المعقول جعلها الحل المناسب و السريع للعديد من المستهلكين.. و لعلك أحدهم .
و لعلك ان تفحصت غلاف المنتج ، فستجد أن أحد
مكوناته المذكورة هو E621 أو ما تسمى بالغلوتامات احادية الصوديوم و هو
المكون الذي عرف جدلا واسعا حول تأثيراته على صحة المستهلك ، فما مدى صحة هذا
الجدل ؟
غلوتامات الصوديوم يوجد في الطبيعة بصفة
مرتبطة مع احماض امينية اخرى في العديد من الأغذية البروتينة الحيوانية و النباتية ، مثل : الطماطم و
الأجبان .. و في هذه الصفة يمكن للجسم تحليله و استهلاكه بسهولة و بالتدرج . أما استعماله التجاري، فهو محسن
غذائي لبعض المنتجات : كالشوربة و خلطات البهارات الجاهزة ، و البسكويت و غيرها و تكون
صفته : مجردة ، حرة ، و غير مرتبطة ، مما
قد يرفع من نسبته في الدم الى 20 حتى 40 ضعف نسبته العادية .
هل هو خطير، و أين تكمن خطورته ؟
لأن الغلوتامات يتم امتصاصها بسرعة من طرف
الأمعاء ( بخلاف حمض الغلوتاميك الموجود طبيعيا في المواد الغذائية بصفة مرتبطة ) مما
يؤدي الى ارتفاع نسبتها بسرعة في البلازما الدموية ، فقد تم تصنيفها ضمن المركبات
ذات التأثير العصبي ، و التي يمكن ان تأثر نسبتها الزائدة على بعض المناطق في
الدماغ ، كما أن يمكن أن تسبب العديد من الأمراض المزمنة ، و هذه نتائج لأبحاث أجريت معظمها على القوارض ، لكن السؤال الذي بقي
مطروحا هو : هل يمكن ان يسبب تراكم الجرعة
العادية ( في المواد الغذائية ) هذه الأعراض الخطيرة ؟ و هل تأثيرها على الانسان
هو نفس تأثيرها على القوارض ؟ و قد كان هذا السؤال محفزا للعديد من الأبحاث و
التجارب .. خلصت بعضها الى النفي ، و الى
أن الجرعات العادية ليس لها تأثير ضار في
العادة ، الا على الافراد ذوي الحساسية لهذا المركب ، بينما خلص البعض الآخر الى
الايجاب .. لكن الأكيد أنها لم تنته الى
رأي علمي فاصل و دقيق .
هل ايندومي ، هو منتج مضر للصحة أم مسموح به
؟
لا يمكننا ان نتحمل مسؤولية الجزم بسلامة أو
خطورة المنتجات التي تحتوي على غلوتامات الصوديوم كمحسن غذائي ( القانونية و
المراقبة طبعا ) ، لكن من الارجح انها لا تحتوي على نسب مخالفة
للمعايير الدولية و يجدر الاشارة الى أن
وكالة الأغذية في استراليا و نيوزيلاندا لا يصنفانه كمضر بالصحة و يسمحان
باستعماله ، نفس التصنيف صدر مؤخرا عن الولايات المتحدة من بعض الباحثين و
المهتمين، و من الاتحاد الأوروبي . غير ان هذا الاخير منع استعماله في : الحليب ، الزيوت ، العجائن ، الكاكاو و
المواد التي تحتوي على الشوكولاطة ، و في عصائر الفواكه .
ليست هناك تعليقات